للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٠-

وما بإلا أو بإنما انحصر ... أخر وقد يسبق إن قصد ظهر

"وما بإلا أو بإنما انحصر" من فاعل أو مفعول، ظاهرا كان أو مضمرا "أخر" عن غير المحصور منهما؛ فالفاعل المحصور نحو: "ما ضرب عمرا إلا زيد"، أو "إلا أنا"، و"إنما ضرب عمرا زيد، أو أنا" والمفعول المحصور نحو: "ما ضرب زيد إلا عمرا"، و"ما ضربت إلا عمرا"، و"إنما ضرب زيد عمرا"، و"إنما ضربت عمرا".

"وقد يسبق" المحصور، فاعلا كان أو مفعولا، غير المحصور "إن قصد ظهر" بأن كان الحصر بـ"إلا" وتقدمت مع المحصور بها، نحو: "ما ضرب إلا زيد عمرا"، و"ما ضرب إلا عمرا زيد"، ومن الأول قوله "من الطويل":

٣٧١-

فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا ... عشية آناء الديار وشامها

وقوله "من البسيط":

٣٧٢-

ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم ... ولا جفا قط إلا جبأ بطلا


٣٧١- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص٩٩٩؛ والدرر ٢/ ٢٨٩؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص٤٨٧؛ وشرح ابن عقيل ص٢٤٨؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٩٣؛ والمقرب ١/ ٥٥؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦١.
شرح المفردات: الآناء: ج الإني، وهو الساعة من الليل، أو النهار كله. الوشام: ج الوشم، وهو غرز الإبرة في اليد أو غيرها من الأعضاء، ورش الشحم عليه، وقد كثر ذكره عند الشعراء.
المعنى: يقول: إن الله وحده يعرف ما هيجت بنا الأطلال ورسومها عندما وقفنا بها عند زوال النهار نتذكر الحبيبة.
الإعراب: "فلم": الفاء بحسب ما قبلها، "لم": حرف جزم. "يدر": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. "إلا": أداة حصر. "الله": لفظ الجلالة فاعل مرفوع. "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"يدري". "هيجت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ"هيج". "عيشة": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"هيج"، وهو مضاف. "آناء": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الديار": مضاف إليه. "وشامها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "لم يدر ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "هيجت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لم يدر إلا الله ما" حيث قدم الفاعل المحصور بـ"إلا" وهو لفظ الجلالة "الله" على المفعول به "ما"، وهذا غير جائز عند جمهور النحاة، وكان الكسائي يسوغه في الشعر.
٣٧٢- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص٤٨٧؛ وتذكرة النحاة ص٣٣٥؛ والدرر =

<<  <  ج: ص:  >  >>