للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن خيف اللبس امتنع الحذف، كما في: "رغبت في أن تفعل، أو عن أن تفعل"؛ لإشكال المراد بعد الحذف.

وأما قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} ١ فيجوز أن يكون الحذف فيه لقرينة كانت، أو أن الحذف لأجل الإبهام ليرتدع من يرغب فيهن لجمالهن، ومن يرغب عنهم لدمامتهن وفقرهن؛ وقد أجاب بعض المفسرين بالتقديرين.

تنبيهان: الأول: إنما اطرد حذف حرف الجر مع "أن" و"أن" لطولهما بالصلة.

الثاني: اختلفوا في محلهما بعد الحذف، فذهب الخليل والكسائي إلى أن محلهما جر؛ تمسكا بقوله "من الطويل":

٤٠١-

وما زرت ليلى أن تكون حبيبة ... إلي ولا دين بها أنا طالبه


١ النساء: ١٢٧.
٤٠١- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ١/ ٨٤؛ وتخليص الشواهد ص٥١١؛ والدرر ٥/ ١٨٣؛ وسمط اللآلي ص٥٧٢؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٣؛ وشرح شواهد المغني ص٨٨٥؛ والكتاب ٣/ ٢٩؛ ولسان العرب ١/ ٣٣٦ "حنطب"؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٥٦؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص٥٢٦؛ وهمع الهوامع ٢/ ٨١.
المعنى: أنا لم أزر ليلى لأنها حبيبتي، ولا لأن لي دينا عليها أطالبها به.
الإعراب: "وما": "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "زرت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "ليلى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. "أن": حرف مصدرية ونصب. "تكون": فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هي". "حبيبة": خبر "تكون" منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "زرت". "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"حبيبة". "ولا": "الواو": للعطف، "لا": حرف نفي. "دين": اسم معطوف على توهم دخول اللام الجار على "أن" السابقة، أو هو اسم مجرور بحرف جر مضمر. "بها": جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"دين". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "طالبه": خبر مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "ما زرت": بحسب ما قبلها. وجملة "تكون حبيبة": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "أنا طالبه": في محل جر صفة.
والشاهد فيه قوله: "ولا دين" حيث جر "دين" ولم تسبق حرف جر أو مضاف، فقدر حرف جر مضمرا، أو عطفها على توهم استخدام اللام الجارة في المصدر المنسبك من "أن وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>