للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على رواية من نصب "السوءة" و"اللقب"، يعني أن المراد في الأول: جمعت غيبة ونميمة مع فحش، وفي الثاني: ولا ألقبه اللقب مع السوءة؛ لأن من اللقب ما يكون لغير سوءة.

ولا حجة له فيهما؛ لإمكان جعل الواو فيهم عاطفة قدمت هي ومعطوفها، وذلك في البيت الأول ظاهر، وأما في الثاني فعلى أن يكون أصله: ولا ألقبه اللقب ولا أسوؤه السوءة، ثم حذف ناصب السوءة.

٣١٣-

وبعد "ما" استفهام أو "كيف" نصب ... بفعل كون مضمر بعض العرب

"وبعد ما استفهام أو كيف نصب" الاسم على المعية "بفعل كون مضمر" وجوبا "بعض العرب" فقالوا: ما أنت وزيدا، ومنه قوله "من المتقارب":

٤٣٨-

ما أنت والسير في متلف ... "يبرح بالذكر الضابط"


= والمؤول "لأكرمه" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أكنيه". وجملة "لا ألقبه": معطوفة على جملة "أكنيه".
الشاهد: قوله: "لا ألقبه والسوءة اللقبا" حيث تقدم المفعول معه "السوءة" على مصاحبه "اللقبا"، وهذا جائز عند أبي الفتح.
٤٣٨- التخريج: البيت لأسامة بن حبيب الهذلي في الدرر ٣/ ١٥٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٢٨؛ وشرح أشعار الهذليين ص١٢٨٩؛ وشرح المفصل ٢/ ٥٢؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٩٣؛ وللهذلي في لسان العرب ٤/ ٥٣٢ "عبر"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص٤٢١؛ وشرح عمدة الحافظ ص٤٠٤؛ والكتاب ١/ ٣٠٣؛ وهمع الهوامع ٣/ ٩٣.
اللغة: المتلف: المهلك. يبرح: يضني. الضابط: هنا، العظيم. الذكر: الجمل.
المعنى: يقول: إنه لا يبالي السير في مهلكة.
الإعراب: ما: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر المبتدأ. والسير: "الواو": للمعية، و"السير": مفعول معه منصوب. في متلف: جار ومجرور متعلقان بـ"السير". يبرح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". بالذكر: جار ومجرور متعلقان بـ"يبرح". الضابط: نعت "الذكر" مجرور بالكسرة.
وجملة "ما أنت والسير": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يبرح": في محل جر نعت "متلف".
الشاهد: قوله: "ما أنت والسير" حيث نصب "السير" على أنه مفعول معه بإضمار فعل يعمل فيه تقديره: "ما كنت".

<<  <  ج: ص:  >  >>