للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجر أرجحها، وهو على الإضافة، و"ما" زائدة بينهما، مثلها في {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ} ١ والرفع على أنه خبر لمضمر محذوف، و"ما" موصولة، أو نكرة موصوفة بالجملة؛ والتقدير: ولا مثل الذي هو يوم؛ أو ولا مثل شيء هو يوم؛ ويضعفه في نحو: "ولا سيما زيد" حذف العائد المرفوع مع عدم الطول؛ وإطلاق "ما" على من يعقل؛ وعلى الوجهين ففتحة "سي" إعراب لأنه مضاف؛ والنصب على التمييز كما يقع التمييز بعد مثل في نحو: {لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} ٢، و"ما" كافة عن الإضافة، والفتحة بناء مثلها في: لا رجل.

وأما انتصاب المعرفة، نحو: "ولا سيما زيد" فمنعه الجمهور.

وتشديد يائها، ودخول "لا" عليها، ودخول الواو على "لا", واجب. قال ثعلب: من استعمله على خلاف ما جاء في قوله: "ولا سيما يوم" فهو مخطئ؛ وذكر غيره أنها قد تخفف؛ وقد تحذف الواو؛ كقوله "من البسيط":

٤٧٠-

فه بالعقود وبالأيمان لا سيما ... عقد وفاء به من أعظم القرب


= وجملة "هو يوم" "على رفع يوم": لا محل لها "صلة الموصول".
والشاهد فيه: قوله "ولا سيما يوم" حيث روي الاسم الذي بعد لا سيما بأوجه الإعراب الثلاثة: الرفع، والنصب، والجر، وهو نكرة كما هو ظاهر.
١ القصص: ٢٨.
٢ الكهف: ١٠٩.
٤٧٠- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٨٨؛ وخزانة الأدب ٣/ ٤٤٧؛ والدرر ٣/ ١٨٦؛ وشرح شواهد المغني ص٤١٣؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٣٥.
اللغة: فه: فعل أمر من "وفى، يفي". العقود: جمع عقد وهو العهد أو الوعد المكتوب. القرب: جمع قربة وهي ما يتقرب به.
المعنى: التزم وحافظ على ما تعد به، وعلى ما تقسم عليه من الأيمان، وخصوصا العهد الذي يعتبر وفاؤك به مما تقرب به إلى الله تعالى.
الإعراب: فه: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، و"الهاء": للسكت، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بالعقود: جار ومجرور متعلقان بـ"فه". وبالأيمان: "الواو": للعطف، "بالأيمان": جار ومجرور متعلقان بـ"فه". لا سيما: "لا": نافية للجنس، "سي": اسمها منصوب بالفتحة، "ما": اسم موصول في محل جر بالإضافة. عقد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو عقد". وفاء: مبتدأ مرفوع بالضمة. به: جار ومجرور متعلقان بـ"وفاء". من أعظم: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف لـ"وفاء". القرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>