للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"أما"، نحو: "أما علما فعالم"؛ فلا يجوز تقديم الحال على عاملها في شيء من ذلك. وهذا هو القسم الثاني.

"وندر" تقديمها على عاملها الظرف والمجرور المخبر بهما "نحو سعيد مستقرا" عندك، أو "في هجر" فما ورد من ذلك مسموعا يحفظ ولا يقاس عليه.

هذا هو مذهب البصريين. وأجاز ذلك الفراء والأخفش مطلقا، وأجازه الكوفيون فيما كانت الحال فيه من مضمر، نحو: "أنت قائما في الدار". وقيل: يجوز بقوة إن كان الحال ظرفا أو حرف جر، ويضعف إن كان غيرهما، وهو مذهبه في التسهيل١.

واستدل المجيز بقراءة من قرأ: "والسماوات مطويات بيمينه"٢، "ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورنا"٣ بنصب "مطويات" و"خالصة"، وبقوله "من الكامل":

٤٨٧-

رهط ابن كوز محقبي أدراعهم ... فيهم ورهط ربيعة بن حذار


= خبر مقدم. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر. وتعرب أيضا: ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. وأنت: خبر المبتدأ. جارة: تمييز منصوب وقد سكن للضرورة الشعرية. ويجوز اعتبار "ما" من أخوات "ليس"، و"أنت" اسمها، و"جارة" خبرها.
وجملة "بانت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "تحزننا عفارة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي. أو في محل جر بحرف الجر. وجملة "يا جارتا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "ما أنت جارة" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "جارة" حيث وقع تمييزا بعدما اقتضى التعجب. ويروى البيت بجعل الصدر عجزا، والعجز صدرا.
١ انظر المسألة الحادية والثلاثين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص٢٥٠-٢٥٢.
٢ الزمر: ٦٧.
٣ الأنعام: ١٣٩.
٤٨٧- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص٥٥؛ وجمهرة اللغة ص٨٢٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص٤٣٧، ٥٥٧؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٧٠.
اللغة: رهط الرجل: قومه. كوز: اسم رجل من ضبة. المحقب: المتاع الذي يوضع خلف الراكب في مؤخر الرحل. الأدراع: ج الدرع.
الإعراب: رهط: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. ابن: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. كوز: مضاف إليه مجرور بالكسرة. محقبي: حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. أدراعهم: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>