للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: التنصيص على العموم أو تأكيد التنصيص عليه، وهي الزائدة: ولها شرطان: أن يسبقها نفي أو شبهه وهو النهي والاستفهام، وأن يكون مجرورها نكرة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة" ولا تكون هذه النكرة إلا مبتدأ "كما لباغ من مفر"، أو فاعلًا، نحو: "لا يقم من أحد"، أو مفعولًا به، نحو: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} ١ والتي لتنصيص العموم هي التي مع نكرة لا تختص بالنفي، والتي لتأكيده هي التي مع نكرة تختص به كأحد وديار٢. وذهب الكوفيون إلى عدم اشتراط النفي وشبهه، وجعلوها زائدة في نحو قولهم: "قد كان من مطر". وذهب الأخفش إلى عدم اشتراط الشرطين معًا؛ فأجاز زيادتها في الإيجاب جارة لمعرفة، وجعل من ذلك قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُم} ٣.

الخامس: أن تكون بمعنى "بدل"، نحو: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ} ٤ وقوله: "من الكامل":

٥٣٤-

أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ... ظلمًا، ويكتب للأمير أفيلا


= الإعراب: "تخيرن": فعل مضارع للمجهول مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. "من أزمان": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن"، وهو مضاف. "يوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "حليمة": مضاف إليه. "إلى اليوم": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن". "قد": حرف تحقيق. "جربن": فعل ماضٍ للمجهول، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل "كل": نائب مفعول مطلق، وهو مضاف "التجارب": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "تخيرن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قد جربن ... " تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "من أزمان يوم حليمة" حيث قال الكوفيون إن "من" هنا أفادت ابتداء الغاية في الزمان، وقال البصريون: إن الكلام على تقدير مضاف، أي: "من استمرار يوم حليمة".
١ الملك: ٣.
٢ تقول: "ما في القرية من ديار"، أي: ما فيها أحد.
٣ الأحقاف: ٣١؛ ونوح: ٤.
٤ التوبة: ٣٨.
٥٣٤- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص٢٤٢؛ وتذكرة النحاة ص٣١١؛ وشرح شواهد الإيضاح ص٦٠٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٦؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص٢٨٣؛ وشرح المفصل ٦/ ٤٤.
اللغة: المخاض: النوق الحوامل. الفصيل: ولد الناقة فطم عن أمه. الغلبة: مصدر غلبة. أفيل: ولد الناقة ابن سبعة أشهر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>