للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو على عدم دخوله، نحو: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} ١، ونحو قوله "من البسيط":

٥٣٩-

سقى الحيا الأرض حتى أمكن عزيت ... لهم فلا زال عنها الخير محدودا

عمل بها، وإلا فالصحيح في "حتى" الدخول، وفي "إلى" عدمه مطلقًا حملًا على الغالب فيها عند القرينة. وزعم الشيخ شهاب الدين القرافي أنه لا خلاف في وجوب دخول ما بعد "حتى"، وليس كما ذكر، بل الخلاف مشهور، وإنما الاتفاق في "حتى" العاطفة لا الخافضة، والفرق أن العاطفة بمنزلة الواو. ا. هـ.

"ومن وباء يفهمان بدلا" أي: تأتي "من" و"الباء" بمعنى بدل؛ أما "من" فقد سبق بيان ذلك فيها، وأما الباء فسيأتي الكلام عليها قريبًا، إن شاء الله تعالى.


= وجملة: "ألقى الصحيفة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يخفف ... " المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر.
الشاهد فيه قوله: "حتى نعله ألقاها" حيث يجوز في "حتى" ثلاثة وجوه: الرفع على الابتداء و"ألقاها" خبره. والجر على أن "حتى" حرف جر بمعنى "إلى". والنصب على العطف بـ"حتى". ورد الوجه الثالث بأن المعطوف بـ"حتى" لا يكون إلا بعضًا أو غاية للمعطوف عليه، و"النعل" ليس بعض "الزاد" ولا غايته. وأجيب بأن البيت مؤول والتقدير: "ألقى ما ينقله حتى نعله"، فبين المعطوف والمعطوف عليه مناسبة. وعلى الوجه الثالث جاء المؤلف بهذا الشاهد.
١ البقرة: ١٨٧.
٥٣٩- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني ١/ ٣٧١.
اللغة: الحيا: المطر الذي يحيى الأرض. أمكن: جمع مكان. عزيت لهم: نسبت. المجدود: المقطوع، والمحدود: الممنوع.
المعنى: أرجو أن يهطل المطر الغزير فيروي الأرض ويحييها، عدا الأماكن المنسوبة لهم، فأتمنى لو استمر المطر مقطوعًا عنها.
الإعراب: سقى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف. الحيا: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف. الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة. حتى أمكن: جار ومجرور متعلقان بـ"سقى". عزيت: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"عزيت". فلا زال: "الفاء": استئنافية، "لا": نافية، "زال": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"محدودا". الخير: اسم "لا زال" مرفوع بالضمة. محدودا: خبر "لا زال" منصوب بالفتحة.
وجملة "سقى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عزيت": في محل جر صفة لـ"أمكن". وجملة "فلا زال": استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "حتى أمكن" حيث لم يدخل ما بعد "حتى" في حكم ما قبلها، بدليل دعائه عليها بدوام الانقطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>