للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجمع المذكور، قال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} ١ "وَالَّذِي اسْما قَدْ جُعِلْ" من هذا الجمع "كَأَذْرِعَاتٍ" اسم قرية بالشام، وذاله معجمة، أصله جمع "أذرعة" التي هي جمع ذراع "فِيهِ ذَا" الإعراب "أَيْضا قُبِلَ" على اللغة الفصحى، ومن العرب من يمنعه التنوين ويجره وينصبه بالكسرة، ومنهم من يجعله كأرطاة علما، فلا ينونه، ويجره وينصبه بالفتحة، وإذا وقف عليه قلب التاء هاء؛ وقد روي بالأوجه الثلاثة قوله "من الطويل":

٣٣- تَنَوَّرتُها مِنْ أَذْرِعات وأَهلُها ... بِيَثْرِبَ أدنَى دَارِهَا نَظَرٌ عالي


١ الطلاق: ٦.
٣٣- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص٣١؛ وخزانة الأدب ١/ ٥٦؛ والدرر ١/ ٨٢؛ ورصف المباني ص٣٤٥؛ وسر صناعة الإعراب ص٤٦٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢١٩؛ وشرح التصريح ١/ ٨٣؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص١٣٥٩؛ وشرح المفصل ١/ ٤٧؛ والكتاب ٣/ ٢٣٣؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٩٦؛ والمقتضب ٣/ ٣٣٣، ٤/ ٣٨؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص٤٤؛ وشرح المفصل ٩/ ٣٤.
شرح المفردات: تنورتها: تبصرت نارها من بعيد. أذرعات: بلد في أطراف الشام. يثرب: اسم مدينة، وهي التي هاجر إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما بعد، فسميت المدينة المنورة. أدنى: أقرب. نظر عال: أي يحتاج إلى نظر بعيد.
المعنى: يتوهم الشاعر أنه نظر إلى النار المشبوبة في دار الحبيبة، وهو بعيد عنها يتحرق لرؤيتها، ويتمنى لقاءها.
الإعراب: "تنورتها": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "من أذرعات": جار ومجرور متعلقان بـ"تنورتها". "وأهلها": الواو حالية، "أهلها": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، "بيثرب": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "موجودون". "أدنى": مبتدأ مرفوع وهو مضاف. "دارها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "نظر": خبر المبتدأ مرفوع. "عال": نعت "نظر" مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص.
وجملة: "تنورتها ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وأهلها بيثرب" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "أدنى دارها نظر" الاسمية استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أذرعات" حيث يجوز فيه:
١- الكسر مع التنوين، وذلك مراعاة لـ"أذرعات" قبل التسمية به، فهو جمع مؤنث سالم. وهذا الجمع يجر بالكسرة الظاهرة، وينون تنوين مقابلة لا تنوين تنكير.
٢- الكسر بلا تنوين، لأنه جمع بحسب أصله، وعلم لمؤنث بحسب حاله، فجر بالكسرة كما يجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>