للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففتحته إعراب كالفتحة في "زيد عندك"، وذلك لأن مخالفة الخبر للمبتدأ تقتضي عندهم نصبه، و"أحسن" إنما هو في المعنى وصف لـ"زيد" لا لضمير ما، و"زيد" عندهم مشبه بالمفعول به.

"صيغة أَفْعِلْ به":

وأما الصيغة الثانية فأجمعوا على فعلية "أفعل"، ثم اختلفوا: فقال البصريون: لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر. وهو في الأصل ماض على صيغة "أَفْعَلَ" بمعنى: صار ذا كذا، كـ"أغد البعير" إذا صار ذا غدة١، ثم غيرت الصيغة فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظاهر، فزيدت الباء في الفاعل ليصير على صورة المفعول به كامرر بزيد، ولذلك التزمت،


= ١/ ٩٨؛ ولعلي بن محمد المغربي في خزانة الأدب ٩/ ٣٦٣؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص١١٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٣٧، ٥٣٢، ٥/ ٢٢٣؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ١٩٠؛ وشرح المفصل ٥/ ١٣٥؛ ومغني اللبيب ٢/ ٦٨٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٧٦، ٢/ ١٩١.
اللغة: أميلح: تصغير تحبب، وملح: حسن. شدن: قوين وترعرعن، واستغنين عن أمهاتهن. هؤلياء: تصغير هؤلاء. الضال والسمر: نوعان من النبات.
المعنى: يتعجب من حسن النسوة الصغار مشبهًا إياهن بالغزلان الصغار وقد استغنت عن أمهاتها بأكل الضال والسمر.
الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "ما": نكرة تامة بمعنى شيء مبنية في محل مبتدأ. "أميلح": فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هن". "غزلانًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "شدن": فعل ماض مبني على السكون الظاهر على النون الأولى، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "لنا": "اللام": حرف جر، "نا": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"شدن". "من هؤليائكن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"غزلانًا"، و"كن": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الضال": صفة مجرور بالكسرة. "والسمر": "الواو": حرف عطف، "السمر": اسم معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة.
وجملة "يا ما أميلح": ابتدائية لا محل لها. وجملة "شدن": في محل نصب صفة لـ"غزلانًا".
والشاهد فيه قوله: "أميلح" حيث صغر "أملح" وهو فعل التعجب، مما يستدل على اسمية "أفعل" في التعجب، فالتصغير من خصائص الأسماء، والشاعر قد صغر "هؤلاء" فقال "هؤلياء".
١ الغدة: طاعون يصيب البعير فتنشأ عنه ثآليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>