للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجاز بعضهم وصف المعرفة بالنكرة، وأجازه ابن الطراوة بشرط كون الوصف خاصًّا بذلك الموصوف خاصًّا بذلك الموصوف، كقوله "من الطويل":

٧٨٣-

أبيت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرفش في أنيابها السمُّ ناقعُ

والصحيح مذهب الجمهور، وما أوهم خلاف ذلك مؤول.

الثاني: استثنى بالشارح من المعارف المعرفة بلام الجنس، قال: فإنه لقرب مسافته من النكرة يجوز نعته بالنكرة المخصوصة، ولذلك تسمع النحويين يقولون في قوله "من الكامل":

ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فأعف ثم أقول لا يعنيني١

إن جملة "يسبني" صفة لا حال؛ لأن المعنى ولقد أمر على لئيم من اللئام، ومنه قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} ٢، وقولهم: "ما ينبغي للرجل مثلك -أو خير منك- أن يفعل كذا".


١ تقدم بالرقم ١٢٦.
٧٨٣- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص٢٣؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٥٧؛ والحيوان ٤/ ٢٤٨؛ والدرر ٦/ ٩؛ وسمط اللآلي ص٤٨٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٠٢؛ والكتاب ٢/ ٨٩؛ ولسان العرب ٤/ ٥٠٧ "طور"، ٥/ ٢٠٢ "نذر"، ٨/ ٣٦٠ "نفع"؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٧٣؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ١١٧.
اللغة: ساورتني: وثبت علي. رقشاء: أفعى. ضئيلة: حية صغيرة شديدة السم.
المعنى: فبت خائفًا لا أستطيع النوم، كمن خاف أفعى خفية شديدة السم، تثب عليه في أي لحظة.
الإعراب: "أبيت": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنا". كأني: "كأن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. ساورتني: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"التاء": للتأنيث. ضئيلة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. من الرقش: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة للفاعل. في أنيابها: جار ومجرور متعلقان بناقع، و"أنياب" مضاف، و"الهاء" ضميرمتصل في محل جر بالإضافة. السم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. نافع: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة: "أبيت": بحسب ما قبلها. وجملة "كأني ساورتني": في محل نصب حال. وجملة "ساورتني": في محل رفع خبر. وجملة "السم نافع": في محل رفع صفة لـ"ضئيلة".
الشاهد في قوله: "السم ناقع" فقد رفع ناقع على أنه خبر السم، ويجوز فيه النصب على الحال، كما يجوز فيه الرفع على الصفة لجهة أن اللام للجنس فهو بحكم النكرة.
١ تقدم بالرقم ١٢٦.
٢ يس: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>