للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: لا تجزي فيه، أو بدل منه كقوله "من الطويل":

٧٨٤-

كأن خفيف النبل من فوق عجسها ... عوازب نحلٍ أخطأ الغار مطنف

أي: أخطأ غارها، فـ"أل" بدل من الضمير، وإلى هذا الشرط الإشارة بقوله: "فأعطيت ما أعطيته خبرًا".

والثاني: أن تكون خبرية، أي: محتملة للصدق والكذب، وإليه الإشارة بقوله:

٥١٢-

وامنع هنا إيقاع ذات الطلب ... وإن أتت فالقول أضمر تصب

"وامنع هنا إيقاع ذات الطلب" فلا يجوز: "مررت برجلٍ اضربه، أو لا تهنه"، ولا "بعبد بعتكه"، قاصدًا إنشاء البيع.


٧٨٤- التخريج: البيت للشنفرى في ديوانه ص٥٤؛ والأغاني ٢١/ ٢١٣؛ ولسان العرب ٩/ ٢٢٤ "طنف"؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٨٥.
اللغة: الحفيف: الصوت الخفيف. النبل: السهام. العجس: مقبض القوس. العوازب: ج العازب، وهو المبتعد. أخطأ الغار: ضل بيته. المطنف: هنا: رئيس النحل الذي يرشد النحل الضال إلى بيته.
المعنى: يصف الشاعر قوسًا بأنها محكمة الصنع شديدة الوتر، يسمع لها صوت كدوي النحل الذي ضل بيته.
الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. خفيف: اسم "كأن" منصوب، وهو مضاف. النبل: مضاف إليه مجرور. من فوق: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "خفيف"، وهو مضاف. عجسها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. عوازب: خبر "كأن" مرفوع، وهو مضاف. نحل: مضاف إليه مجرور. أخطأ: فعل ماض. الغار: مفعول به منصوب. مطنف: فاعل "أخطأ" مرفوع بالضمة.
وجملة "كأن خفيف ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخطأ الغار مطنف": في محل رفع نعت "عوازب"، أو جر نعت "نحل".
الشاهد فيه قوله: "عوازب نحل أخطأ الغار مطنف" حيث وقعت الجملة الفعلية "أخطأ الغار مطنف" نعتًا لـ"عوازب" أو لـ"نحل" دون أن تشتمل على رابط يربطها بالموصوف، وهذا الرابط قد يكون ضميرًا مذكورًا أو مقدرًا، ولما لم يجد النحاة هذا الرابط قالوا: إن "أل" الموجودة في "الغار" هي عوض عن الضمير. والأصل أن يقال: "عوازب نحل أخطأ غارها مطنف". وعندي أن أصل الكلام هو "عوازب نحل أخطأ الغار مطنفها" فحذف المضاف إليه مع أنه ينويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>