قال ذلك رجل مر بإنسان وبين يديه زيد وسنام وتمر، فقال له الرجل: أنلني مما بين يديك. قال: أيهما أحب إليك؛ زبد أم سنام؟ فقال الرجل: كلاهما وتمرًا، أي: كلاهما أريد، وأريد تمرًا. يضرب في كل موضع خير فيه الرجل بين شيئين، وهو يريدهما معًا. ٨١٧- التخريج: البيت للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص١١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٢١. اللغة: الهدى: الحق والرشاد. المعنى: فعندما عرفنا الحق والصواب اتبعناه، وكنا جميعًا خاضعين لرب العالمين الرحمن الرحيم، متبعين لدينه القويم، متقين من عذابه العظيم. الإعراب: فلما: "الفاء": بحسب ما قبلها، "لما": مفعول فيه ظرف زمان محله النصب يتضمن معنى الشرط عند بعضهم، ويتعلق بجوابه. تبينا: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الهدى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف. كان: فعل ماض ناقص. كلنا: "كل": اسم كان مرفوع بالضمة، و"نا": ضميرمتصل في محل جر مضاف إليه، وخبرها محذوف بتقدير "كان كلنا مقبلًا على طاعة الرحمن". على طاعة: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. الرحمن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والحق: "الواو": للعطف، "الحق": معطوف على "الرحمن" مجرور بالكسرة. والتقى: حرف عطف ومعطوف مجرور بالكسرة. وجملة "فلما تبينا كان محلنا" بحسب ما قبلها. وجملة "تبينا" مضاف إليه محلها الجر. وجملة "كان كلنا ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "كان كلنا": حيث جاءت "كل" اسمًا لـ"كان" الناقصة، كما جاءت فاعلًا لـ"يصدر" في البيت السابق، وهو قليل، وهذا برأيي أفضل وأقرب منطقًا من تقدير ضمير شأن محذوف اسمًا لـ"كان" وجعل "كل" مبتدأ خبره محذوف، والجملة الاسمية في محل نصب خبر لـ"كان".