للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث؛ فالمعنى: أردنا إهلاكها، وأراد الوضوء.

وأما نحو: {فَجَعَلَهُ غُثَاء} ١ أي جافًّا هشيمًا {أَحْوَى} ٢ أي أسود، فالتقدير: فمضت مدة فجعله غثاء، أو أن الفاء نابت عن "ثم"، كما جاء عكسه وسيأتي.

"العطف بـ"ثم":

"وثم للترتيب بانفصال": أي بمهلة وتراخ، نحو: {فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} ٣، وقد توضع موضع الفاء كقوله "من المتقارب":

٨٢١-

كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب

وأما نحو: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ٤، {ذَلِكُم


١، ٢ الأعلى: ٥.
٣ عبس: ٢١، ٢٢.
٨٢١- التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص٢٩٢؛ والدرر ٦/ ٩٦؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٠؛ وشرح شواهد المغني ص٣٥٨؛ والمعاني الكبير ١/ ٥٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٣١؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص٤٢٧؛ وشرح عمدة الحافظ ص٦١٢؛ ومغني اللبيب ص١١٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣١.
شرح المفردات: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة، وهي امرأة عملت مع زوجها في تقويم الرماح. العجاج: الغبار. الأنابيب: ج الأنبوية وهي ما بين عقدي القصبة.
المعنى: يصف الشاعر فرسه فيقول: إنه سريع الحركة، وعدوه كاهتزاز الرمح.
الإعراب: "كهز": جار ومجرور متعلقان ببيت سابق، وهو مضاف. "الرديني": مضاف إليه مجرور. "تحت": ظرف مكان منصوب، متعلق بـ"هز"، وهو مضاف. "العجاج": مضاف إليه مجرور. "جرى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "في الأنابيب": جار ومجرور متعلقان بـ"جرى". "ثم": حرف عطف. "اضطرب": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "جرى في الأنابيب" في محل نصب حال من "الرديني"، وجملة "اضطرب" معطوفة على السابقة في محل نصب.
الشاهد: قوله: "ثم اضطرب" حيث جاءت "ثم" بمعنى الفاء، فأفادت الترتيب والتعقيب دون التراخي؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين.
٤ الأعراف: ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>