للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة أميال من مكة وهو قصر مبني من الحجارة وتجاوره حديقة قريبة العهد فيها نخيلات وكثير من المقل وبها جملة شجر منقولة إليها وليس للهاشمي صاحب مكة عسكر خيل وإنما معسكره رجالة لا خيل لهم وتسمى رجالته الحرابة ولباسه البياض والعمائم البيض ويركب الخيل وسياسته حسنة وحكمه عدل وإنصافه ظاهر وإحسانه غدق على قدر إمكانه ولمكة موسمان ينفق فيهما كل ما جلب إليها أحدهما في أول رجب والثاني موسم الحجيج ولأهلها أموال صامتة وأحوال فاشية ودواب وجمال ولا زرع بها ولا حنطة إلا ما جلب إليها من سائر البلاد والتمر يأتي إليها كثيرا بما حولها والعنب يجلب إليها من الطائف وهو بها قليل جدا والغالب على ضعفاء أهلها الجوع وسوء الحال وإذا خرج أحد عن مكة في كل جهة تلقاه أودية هناك جارية وعيون مطردة وآبار غدقة وحوائط كثيرة ومزارع متصلة.

ومن مكة إلى المدينة التي تسمى يثرب على طريق الجادة نحو من عشر مراحل وذلك أن من مكة إلى بطن مر ستة عشر ميلا وهو منزل فيه عين ماء في مسيل رمل وحوله نخيلات يأوي إليه قوم من العرب.

ومن بطن مر إلى عسفان ثلاثة وثلاثون ميلا وعسفان حصن بينه وبين البحر نحو من عشرة أميال وبه آبار ماء عذبة ويسكنه قوم من جهينة.

ومنه إلى قديد أربعة وعشرون ميلا وقديد حصن صغير فيه أخلاط