إن هذا الجزء العاشر من الإقليم الرابع تضمن قطعة من بلاد ما خلف النهر من بلاد الكيماكية فيها عدة من بلادها وأملاكها ولها أنهار كثيرة ومراع وجهات وبتمام هذا الجزء يتم ذكر الإقليم الرابع ثم نذكر الإقليم الخامس على تواليه ونريد أن نذكر ما في هذا الجزء على التقصي مثل ما سبق لنا في سائر الأجزاء السالفة من هذا الكتاب.
فنقول إن ملك الكيماكية من أعظم الملوك قدرا وأجلهم خطرا والكيماكية بشر كثير وجمع غزير وهم مجوس يعبدون النار وفيهم زنادقة وسكناهم في غياض وأشجار ملتفة يتبعون الكلأ وبين الطراز وموضع مدينة الملك التي بها ملكه أحد وثمانون يوما في مفاوز بلاد الأتراك الخلجية وبلادهم أوسع البلاد أقطارا وأكثرها خصبا وغمارا.
وكيماك في جنوبها التغزغز ومع غربيها وجنوبها الخرلخية مما يلي ناحية التبت وفي غربيها الخلجية وفي شرقيها بحر الظلمة أيضا وفي هذا البحر جزائر عامرة والتجار يسافرون إليها في الماء خوضا على ظهور الدواب ويبيتون في كل ليلة على الشجر ودوابهم مربوطة في الماء إلى أصول تلك الشجر.