ومدائن ملوك الكيماكية ست عشرة مدينة فمنها مدينة أسطور ونجعة وبوراغ وسيسيان ومنان ومستناح ومدينة الملك المسمى خاقانا وبنجار وذهلان وخناوش.
والطريق من بنجار إلى مدينة خاقان يخرج من بنجار مارا في عين الشرق إلى مدينة أسطور ست مراحل في مفاوز وأرضين غير عامرة.
ومدينة أسطور مدينة عامرة بالأتراك ممتدة الزراعات ومياهها كثيرة وغلاتهم الحنطة والأرز وبها معادن الحديد ويصنع منه الصناع كل مليحة ويصوغون منه كل عجيبة وهي على نهر غماش وأهلها أنجاد لهم عزم وحذر من ذلك أنهم لا يمشون إلا وهم حذرون شاكون في سلاحهم وأهلها بالجملة عن الهواء والماء أشجع الأتراك نفوسا وأنفذهم عزما وأحماهم جانبا وأنجحهم طالبا ولهم عند ملوكهم حظوة وإعزاز ولهم أموال واسعة وأحوال وادعة.
ومن مدينة اسطور إلى سيسيان اثنا عشر يوما شرقا في البر وفي النهر أقل من ذلك.
ومدينة خاقان الملك مدينة عظيمة لها أسوار محدقة متحصنة وأبواب حديد وللملك بها أجناد كثيرة وعساكر واستعداد وملوك الأتراك تهاب سلطانه وتخاف نقمته وتحذر سطوته وتتوقى غاراته لما علموا له من ذلك وما تقدم فيهم من فعله وهو ملك عظيم ولا يتولى الملك فيهم إلا من هو من أهل الملك مع القدم.