إلى مدينة القيروان ثلاث مراحل وكذلك بين باجة والبحر مرحلتان خفيفتان.
ومدينة الاربس مدينة في وطاء من الأرض عليها سور تراب جيد وفي وسطها أعين ماء جارية لا تجف وشرب أهلها الآن من ماء تلك العيون واسم العين الواحدة منها عين رباح والأخرى عين زياد وماء عين زياد أطيب من ماء عين رباح وماؤها صحيح ولها معدن حديد وليس حولها من خارج شجرة نابتة البتة وهي على مزارع الحنطة والشعير ويدخر بها منهما الشيء الكثير ومنها على اثني عشر ميلا مدينة ابة وهي بغربي الاربس وبها من الزعفران ما يضاهي الزعفران الأندلسي في الكثرة والجودة وأرضهما واحدة مختلطة وفي وسط مدينة ابة عين ماء جارية منها شرب أهلها وهي غدقة ماؤها غزير وكان على ابة فيما سلف من الزمان سور مبني من الطين وأسعارها رخيصة وأكثرها الآن خراب.
ومن مدينة الاربس إلى مدينة صغيرة تسمى تامديت مرحلتان وعليها سور تراب وشرب أهلها من عيون بها وغلات أهلها من الحنطة والشعير المقدار الكثير.
وبين الاربس وتامديت مدينة صغيرة تسمى مرماجنة وهي لأهلها وللعرب عليها ضريبة ويصيبون من القمح والشعير ما يعم بالكفاف وزيادة.
ومن تينجس إلى بونة الساحلية ثلاث مراحل ومن تينجس إلى مدينة المسيلة خمس مراحل وكذلك من مدينة الاربس إلى القيروان ثلاث مراحل