عشر ميلا ثم إلى الأنبار أربعة وعشرون ميلا والأنبار مدينة صغيرة متحضرة لها سوق وبها فعلة ولها فواكه كثيرة وهي على رأس نهر عيسى وذلك أنه قد كان فيما سلف من الزمان قبل الاسلام لا تصل مياه الفرات إلى دجلة بوجه وإنما كان مفيضها في البطائح دون أن يتصل شيء منها بدجلة فلما جاء الإسلام احتفر نهر عيسى حتى وصل به إلى بغداد وهو الآن نهر كبير تجري فيه السفن إلى بغداد.
ومن الأنبار إلى الرب أحد وعشرون ميلا وهي مدينة عامرة ذات قرى وبساتين وعمارة ممتدة ومن الرب إلى هيت ستة وثلاثون ميلا وهيت مدينة من غربي الفرات عليها حصن وهي من أعمر المدن وتحاذي تكريت من حد المشرق وتكريت في شمال العراق وهي في غربي دجلة ومن هيت إلى الناووسة أحد وعشرون ميلا والناووسة مدينة صغيرة متحضرة لها بساتين وفواكه كثيرة وخيرات وهي في جزيرة يحيط بها الفرات ومنها إلى ألوسة أحد وعشرون ميلا وألوسة متنحية عن الفرات وعلى بعد منه.
ومن ألوسة إلى عانات أحد وعشرون ميلا وعانات مدينة صغيرة في وسط الفرات يطيف بها خليج من الفرات وفيها سوق وأعمال ومن عانات إلى الدالية أحد وعشرون ميلا والدالية مدينة صغيرة على شاطى الفرات الغربي ومن الدالية إلى رحبة مالك بن طوق على الفرات أيضا من شرقيه ثلاثون ميلا ورحبة مالك مدينة خصيبة عامرة عليها سور تراب ولها أسواق