والطريق من نصيبين إلى آمد من نصيبين إلى دارا خمسة عشر ميلا إلى قصر ابن بارع تسعة وثلاثون ميلا إلى تل نزعة ثمانية عشر ميلا إلى آمد أحد وعشرون ميلا وآمد مدينة حسنة خصيبة على جبل من غربي دجلة مطل عليها نحو مائة قامة وعليها سور من حجارة الأرحاء أسود اللون وهي كثيرة الشجر ولها بداخل سورها مياه جارية ومطاحن على عيون مطردة وأشجار وبساتين.
ثم يجاز نهر دجلة إلى ميافارقين مرحلتين وميافارقين من أرض أرمينية وقوم يعدونها من أعمال الجزيرة وهي من شرقي دجلة على مرحلتين منها وهي مدينة كبيرة حسنة خصيبة في حضيض جبل ويعمل بها من التكك كل حسنة تضاهي التكك التي تصنع بسلماس وربما كانت تفوقها في الجودة وتصنع بها المناديل العراض والسبنيات.
والطريق من آمد إلى الرقة ذات اليمين من آمد إلى شمشاط سبعة وسبعون ميلا ومن شمشاط إلى تل موزن خمسة عشر ميلا ثم إلى جريان ثمانية عشر ميلا وجريان مدينة صغيرة حسنة ثم إلى بامعدا خمسة عشر ميلا ثم إلى حصن جلاب أحد وعشرون ميلا ثم إلى الرها اثنا عشر ميلا والرها مدينة في بقعة تتصل بحران والرها وسطة من المدن والغالب على أهلها النصارى وبها أكثر من مائتي بيعة ودير ومواضع بها رهبانهم وبها بيعة ليس للنصارى أعظم منها وبها مياه وزروع وكان بها منديل للسيد المسيح فأخذه ملك الروم منهم