حتى يقع في بحر الخزر ويقال إنه يتشعب منه نيف وسبعون نهرا ويبقى عمود النهر يجري إلى بحر الخزر ويقال إن هذه المياه المفترقة إذ هي مجتمعة في أعلى النهر تزيد على مياه جيحون ونهر بلخ كبرا وغزر مياه وسعة على وجه الأرض ويصل من هذا النهر شعبة تمر في جهة الغرب حتى تصب في بحر بنطس وقد قدمنا ذكرها.
وأما مدينة سمندر فإنها كانت فيما سلف مدينة كبيرة عامرة وهي من بناء أنوشروان وكان بها من الأشجار والكروم ما لا يحصى عددها فأتت قبيلة الروس عليها فأهلكتها فغيرت حالاتها.
ومن مدينة سمندر إلى آخر عمالتها ثلاثون ميلا ومن آخر حدودها إلى أول حدود أعمال صاحب السرير أحد وخمسون ميلا وصاحب السرير وأهل مدينته نصارى وسميت المدينة بالسرير لأن ملكا من ملوك الفرس اتخذ بها لنفسه سرير ذهب يقصر الوصف عنه صنع في سنين فهلك وتغلبت الروم على ملكه فأبقوا السرير على حاله وملوكهم يسمون به.
والذي من آبسكون إلى بحر الخزر نحو تسع مائة ميل وهو طول البحر ومن آبسكون إلى دهستان ست مراحل ومن اثل إلى سمندر ثمانية أيام ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام ومن اثل إلى أول حدود برطاس عشرون يوما ويقطع هذا البحر إذا طابت الريح عرضا من طبرستان إلى باب الأبواب في سبعة أيام ويقطع طوله بالريح الطيبة في تسعة أيام ورياح هذا البحر