وقال الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه.
وقال سعيد بن المسيب: أول من أحدث الأذان في العيد معاوية، أخرجه ابن أبي شيبة، وقال: أول من نقص التكبير معاوية، أخرج ابن أبي شيبة.
وفي الأوائل للعسكري قال: معاوية أول من وضع البريد في الإسلام، وأول من اتخذ الخصيان لخاص خدمته وأول من عبثت به رعيته، وأول من قيل له: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله، وأول من اتخذ ديوان الخاتم، وولاه عبيد الله بن أوس الغساني، وسلم إليه الخاتم وعلى فصه مكتوب: لكل عمل ثواب، واستمر ذلك في الخلفاء العباسيين إلى آخر الوقت، وسبب اتخاذه له أنه أمر لرجل بمائة ألف، ففك الكتاب وجعله مائتي ألف، فلما رفع الحساب إلى معاوية أنكر ذلك، واتخذ ديوان الخاتم من يومئذ، وهو أول من اتخذ المقصورة بالجامع، وأول من أذن في تجريد الكعبة، وكانت كسوتها قبل ذلك تطرح عليها شيئًا فوق شيء.
وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات: عن ابن أخي الزهري قال: قلت للزهري: من أول من استحلف في البيعة؟ قال: معاوية: استحلفهم بالله، فلما كان عبد الملك بن مروان استحلفهم بالطلاق والعتاق.
وأخرج العسكري في كتاب الأوائل عن سليمان بن عبد الله بن معمر قال: قدم معاوية مكة أو المدينة، فأتى المسجد فقعد في حلقة فيها: ابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن بن أبي بكر، فأقبلوا عليه وأعرض عنه ابن عباس فقال: وأنا أحق بهذا الأمر من هذا المعرض وابن عمه، فقال ابن عباس: وَلِمَ؟ ألتقدم في الإسلام أم سابقة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو قرابة منه؟ قال: لا، ولكني ابن عم المقتول، قال: فهذا أحق به يريد ابن أبي بكر قال: إن أباه مات موتًا، قال: فهذا أحق به، يريد ابن عمر، قال: إن أباه قتله كافر، قال: فذاك أدحض لحجتك، إن كان المسلمون عتبوا على ابن عمك فقتلوه.
وقال عبد الله بن محمد بن عقيل: قدم معاوية المدينة، فلقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال معاوية: تلقاني الناس كهلم غيركم يا معشر الأنصار، قال: لم يكن لنا دواب، فقال: فأين النواضح؟ قال: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، ثم قال أبو قتادة: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لنا:"إنكم سترون بعدي أثرة"، فقال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر قال: فاصبروا، فبلغ عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال:
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... أمير المؤمنين نبأ كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يوم التغابن والخصام
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن جبلة بن سحيم، قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان، وهو في خلافته, وهو في عنقه حبل، وصبي يقوده، فقلت له: يا أمير المؤمنين،