تداولها ستة رجال: ثلاثة من بني الحسن، ثم ثلاثة من بني الحسين: هشام الداعي إلى الحق: الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد الجواد بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- سنة خمسين ومائتين بالري والديلم، ثم قام أخوه القائم بالحق محمد، وقتل سنة ثمانٍ وثمانين، فقام حفيده المهدي الحسن بن زيد بن القائم بالحق، وقام بعده الناصر الأطروش -وهو الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ولم يزل قائمًا بالأمر إلى أن قبض سنة ٣٠٤هـ، ثم قام بعده بالأمر ابنه الإمام محمد الهادي، ثم اعتزل الأمر فقام به أخوه الناصر أحمد، ثم قام من بعده الثائر لدين الله جعفر بن محمد بن الحسن بن عمر الأشرف، وهو الذي ملك طبرستان بأسرها، ومات بها سنة ٣٤٥هـ وانقرضت دولته.
فائدة: قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا يحيى بن عبدك القزويني، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا المبارك بن فضالة، عن علي بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن العرباض بن الهيثم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة إلا كان عند رأس المائة أمر.
قلت: كان عند رأس المائة الأولى من هذه الملة فتنة الحجاج، وما أدراك ما الحجاج؟.
وفي المائة الثانية: فتنة المأمون وحروبه مع أخيه، حتى درست محاسن بغداد وباد أهلها، ثم قتله إياه شر قتلة، ثم امتحانه الناس بخلق القرآن، وهي أعظم الفتن في