للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لك مغزل يشغلك، أو مصحف يذكرك، أو سبحة؟ فقامت ما تعقل من الغضب، فقيل: إنه بعث إليها بطعام مسموم، فأطعمت منه كلبًا فانتثر فعملت على قتله لما وعك بأن غموا وجهه ببساط جلسوا على جوانبه؛ وخلّف سبعة بنين.

ومن شعر الهادي في أخيه هارون لما امتنع من خلع نفسه.

نصحت لهارون فرد نصيحتي ... وكل امرئ لا يقبل النصح نادم

وأدعوه للأمر المؤلف بيننا ... فيبعد عنه؛ وهو في ذاك ظالم

ولولا انتظاري منه يومًا إلى غد ... لعاد إلى ما قلته وهو راغم

ومن أخبار الهادي، أخرج الخطيب عن الفضل قال: غضب الهادي على رجل فكلم فيه، فرضي، فذهب يعتذر، فقال له الهادي: إن الرضا قد كفاك مؤنة الاعتذار.

وأخرج عن عبد الله بن مصعب قال: دخل مروان بن أبي حفصة على الهادي فأشنده مديحًا له، حتى إذا بلغ قوله:

تشابه يومًا بأسه ونواله ... فما أحد يدري لأيهما الفضل

فقال له الهادي: أيما أحب إليك ثلاثون ألف معجّلة، أو مائة ألف تدور في الديوان؟

قال: تعجّل الثلاثون ألفًا، وتدور المائة ألف، قال: بل تعجلان لك جميعًا، فحمل له ذلك.

وقال الصولي: لا تعرف امرأة ولدت خليفتين إلا الخيزران أم الهادي والرشيد، وولادة بنت العباس العبسية زوج عبد الملك بن مروان، ولدت الوليد وسليمان، وشاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى، ولدت للوليد بن عبد الملك يزيد الناقص وإبراهيم، ووليا الخلافة.

يزاد على ذلك باي خاتون سرّية المتوكل الأخير، ولدت العباس وحمزة ووليا الخلافة، وكزل سريته أيضًا ولدت داود وسليمان وولياها.

ثم قال الصولي: لا يعرف خليفة ركب البريد إلا الهادي من جرجان إلى بغداد.

قال: وكان نقش خاتمه: الله ثقة موسى، وبه يؤمن.

قال الصولي: ولسلم الخاسر في الهادي يمدحه:

موسى المطر ... غيث بكر

ثم انهمر ... ألوى المرر

كم اعتسر ... وكم قدر

ثم غفر ... عدل السير

باقي الأثر ... خير وشر

نفع وضر ... خير البشر

فرع مضر ... بدرٌ بدر

لمن نظر ... هو الوزر

لمن حضر ... والمفتخر لمن غبر

<<  <   >  >>