ومن شعر الصولي يمدح المكتفي الخليفة ويذكر القرمطي:
قد كفى المكتفي الخليفة ... ما كان قد حذر
إلى أن قال:
آل عباس أنتم ... سادة الناس والغرر
حكم الله أنكم ... حكماء على البشر
وأولو الأمر منكم ... صفوة الله والخير
من رأى أن مؤمنًا ... من عصاكم فقد كفر
أنزل الله ذاكم ... قبل في محكم السور
قال الصولي: سمعت المكتفي يقول في علته: والله ما آسى إلا على سبعمائة ألف دينار صرفتها من مال المسلمين في أبنية ما احتجت إليها، وكنت مستغنيًا عنها، أخاف أن أسأل عنها، وإني أستغفر الله منها.
مات المكتفي شابًّا في ليلة الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين، وخلف ثمانية أولاد ذكور وثماني بنات.
وممن مات في أيامه من الأعلام: عبد الله بن أحمد بن حنبل، وثعلب إمام العربية، وقنبل المقرئ، وأبو عبد الله البوشنجي الفقيه، والبزار صاحب المسند، وأبو مسلم الكجي، والقاضي أبو حازم، وصالح جزرة، ومحمد بن نصر المروزي الإمام، وأبو الحسين النوري شيخ الصوفية، وأبو جعفر الترمذي شيخ الشافعية بالعراق.
ورأيت في تاريخ نيسابور لعبد الغافر عن ابن أبي الدنيا قال: لما أفضت الخلافة إلى المكتفي كتبت إليه بيتين:
إن حق التأديب حق الأبوه ... عند أهل الحجي وأهل المروه
وأحق الرجال أن يحفظوا ذا ... ك ويرعوه أهل البيت النبوه
قال فحمل إِلَيّ عشرة آلاف درهم، وهذا يدل على تأخر ابن أبي الدنيا إلى أيام المكتفي.