للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقل عن سفيان بن عيينة في ذلك قوله: (كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه) .

ونقل عن البغوي قوله في "شرح السنة": (كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الباري كالنفس والوجه والعين واليد والرجل والإتيان والمجيء والنزول إلى السماء الدنيا والاستواء على العرش والضحك والفرح، فهذه ونظائرها صفات الله تعالى ورد بها السمع يجب الإيمان بها وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه معتقدا أن الباري لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا يشبه ذاته ذات الخلق، قال: وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة تلقوا جميعها بالإيمان والقبول وتجنبوا فيها التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله تعالى كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ١.

ثم ذكر في (ص ٥٧٠) فائدة تتعلق بطي الأرض فقال: (فإن قيل: فأين يكون الناس عند طي الأرض؟ قيل: يكونون على الصراط) .

ونقل عن القرطبي في (ص ٥٧١) قوله: (المقصود بهذا النداء إظهار انفراده بالملك عند انقطاع دعوى المدعين وانتساب المنتسبين إذ قد ذهب كل ملك وملكه وكل جبار ومتكبر وهو مقتضى قوله: " أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ "٢) .

وتحت قوله صلى الله عليه وسلم " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ".

أورد الشارح من (ص ٥٧٣ - ٥٧٥) الخلاف في الكرسي هل هو العرش أو غيره؟ على أربعة أقوال:


(١) سورة آل عمران، الآية: ٧.
(٢) البخاري: تفسير القرآن (٤٨١٢) , ومسلم: صفة القيامة والجنة والنار (٢٧٨٧) , وابن ماجه: المقدمة (١٩٢) , وأحمد (٢/٣٧٤) , والدارمي: الرقاق (٢٧٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>