للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسرائيل، ولم يعذرهم١ النبي صلى اله عليه وسلم لكونهم حدثاء عهد بكفر، بل رد عليهم بقول: الله أكبر، إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم، فغلظ الأمر بهذه الثلاث الكلمات٢ سدا للذريعة.

يروى " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى اله عليه وسلم ٣ لأن الناس كانوا يذهبون إليها فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة، " وثبت في "الصحيحين" أن عمر رضي الله عنه قال حين قبل الحجر الأسود: " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك٤ ثم قبله "٥ قال ذلك خوفا على


(١) مقصود الشارح رحمه الله بقوله: (لم يعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ) , أي: لم يترك البيان لهم ويسكت على قولهم. بل بين لهم وغلظ الأمر بأمور ثلاثة: تكبيره لإعظام الأمر, وإخباره أن هذا من طرق اليهود والنصارى, وإخباره أن قولهم كقول اليهود لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} ، وذلك سدا للذريعة لئلا يتساهل بأمثال هذه العبارة. وأما الحكم عليهم بمقتضى قولهم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحقيقة قد عذرهم فلم يحكم عليهم بالكفر, مع تشبيهه له بقول اليهود: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً:} , وذلك لعدم توفر شروط التكفير فقد كانوا حدثاء عهد بكفر, ويجهلون المحظور في قولهم بدليل أنهم لم يعودوا لقولهم بعد أن بين لهم.
(٢) قوله: (الكلمات) في ((الأصل)) فقط, وقد سقطت من بقية النسخ.
(٣) [٤ ث] ((تفسير السيوطي)) : (٧/٥٢٢) , ((طبقات ابن سعد)) : (٢/١٠٠) . قال ابن حجر في ((فتح الباري)) (٧/٤٤٨) : (وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه ... وذكر القصة. انظر تخريجه والحكم عليه في الملحق.
(٤) [٥ ث] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (٣/٤٦٢, ح ١٥٩٧) , كتاب الحج, باب ما ذكر في الحجر الأسود. و ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (٩/١٩-٢١, ح ٢٤٨) , كتاب الحج, باب استحباب تقبيل الحجر الأسود. انظر بقية تخريجه في الملحق.
(٥) قوله: (ثم قبله) في ((الأصل)) , وقد سقط من بقية النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>