للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالأقرب فالأقرب من أهله، لم يكن لأحد عليه طعن ألبتة، وكان قوله أنفع وكلامه أنجع.

فيه جده وتشميره صلى الله عليه وسلم إلى ما أمره الله به من (١) الإنذار للأبعد والأقرب حتى نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو فعله مسلم الآن ومن نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس تبين له التوحيد وغربة الدين، وفي الحديث: ((إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء)) (٢) .

أي: أنه كان في أول الأمر كالغريب الوحيد الذي لا أهل (٣) له عنده لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريبا كما كان، أي: يقل المسلمون في آخر الزمان (٤) فيصيرون


(١) في ((ر)) : (إلى ما أمر به) .
(٢) [٩٢ ح] ((صحيح مسلم مع شرح النووي)) : (٢/٥٣٦, ح ٢٣٢/١٤٥, ١٤٦) , كتاب الإيمان, باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا. ((سنن الترمذي)) : (٥/١٨, ح ٢٦٢٩) , كتاب الإيمان, باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا. والحديث جاء في ((صحيح مسلم)) من رو، الآية أبي هريرة وابن عمر, وفي ((سنن الترمذي)) وغيره جاء من رو، الآية ابن مسعود وجابر -رضي الله عنهما-. قال الترمذي, وكذا نقله عنه البغوي في ((شرح السنة)) (١/١١٨-١١٩) : بأنه حديث حسن صحيح غريب من رو، الآية ابن مسعود. وصححه الألباني, انظر: ((الأحاديث الصحيحة)) : (٣/٢٦٧, ح ١٢٧٣) . و ((صحيح سنن الترمذي)) : (٢/١٣١, ح ٢١٢٠) . انظر التفصيل في تخريجه في الملحق.
(٣) قوله: (لا أهل) سقط من ((ش)) .
(٤) إن كان مراد الشارح بالقلة قلة المتمسكين بالإسلام حيث يصبح المتمسك بالسنة واتباع السلف غريبا لما يجده من المعارضة والمعاداة ممن حوله فله وجه. وأما إن كان مراده قلة العدد فمعارض بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بالكثرة حين أخبر بتداعي الأمم على المسلمين في آخر الزمان فسأله أصحابه أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: ((بل أنت يومئذ كثير, ولكنكم غثاء كغثاء السيل)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>