للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} ١ وقوله: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} ٢] .


الذين يخافون بالذكر دون غيرهم، -وإن كان إنذاره صلى الله عليه وسلم لجميع الخلائق-; لأن الحجة عليهم أؤكد من غيرهم، لاعترافهم بصحة المعاد والحشر، وقيل: المراد بهم الكفار; لأنهم لا يعتقدون صحته، ولذلك قال: {يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} ٣ وقيل: المراد بالإنذار جميع الخلائق، فيدخل فيه كل مؤمن معترف بالحشر، وكل كافر منكر له; لأنه ليس أحد لا يخاف الحشر، وسواء اعتقد وقوعه أو كان يشك فيه٤ ولأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وإنذاره لجميع الخلائق.
{ {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ} } يعني: من دون الله تعالى {وَلِيٌّ} أي: قريب ينفعهم {وَلا شَفِيعٌ} ٥ يشفع لهم; لأن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله عز وجل لقوله {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه} ٦ وإذا كانت الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله صح قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} ٧ يعني: حتى يؤذن في الشفاعة، فإذا أذن فيها كان للمؤمنين ولي وشفيع، وهو مذهب أهل السنة الذين جمعوا بين الكتاب والسنة. إذ الشفاعة٨ تنفع العصاة من أهل التوحيد، حتى لا يبقى منهم أحد إلا دخل الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>