للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن قال مريدا أنه علامة لنزول المطر فينزل المطر عند هذه العلامة ونزوله بفعل الله تعالى وخلقه لم يكفر، والمختار أنه مكروه; لأنه من ألفاظ الكفار، ومن شعار الجاهلية.

وهذا ظاهر الحديث، ونص عليه الشافعي- رحمه الله تعالى-. قال في"الأم"- وغيره والله أعلم-: (فمن لا يعتقد تدبيره وتأثيره فيكون المراد بالكفر كفر النعمة لله تعالى، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكواكب)

ويؤيده حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: " ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق بها كافرين "٢ فقوله:"بها" يدل على أنه كفر بالنعمة، والله أعلم.


١ انظر:"الأم"للشافعي: (١ / ٢٥٢) , ونص قول الشافعي رحمه الله: (وأرى معنى قوله - والله أعلم-: أن من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك إيمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي إلا الله عز وجل, وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه أمطره نوء كذا فذلك كفر, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ولا يمطر ولا يصنع شيئا, فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا على معنى مطرنا بوقت كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا ولا يكون هذا كفرا وغيره من الكلام أحب إليَّ منه) .
٢ [١٥٣ ح] "صحيح مسلم مع شرح النووي": (٢ / ٤٢١- ٤٢٢, ح ١٢٦ / ٧٢) , كتاب الإيمان, باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء."سنن النسائي": (٣ / ١٦٤, ح ١٥٢٤) , باب كراهة الاستمطار بالكوكب. ولفظه يختلف يسيرا. انظر بقية التخريج في الملحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>