للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني١ لا تشركوني ولا غيري٢ في المشيئة، وهذا الشرك ليس من الأكبر لقوله: يمنعني كذا وكذا إذ لو كان من الأكبر لما منعه شيء عن النهي عنه.

وفيه أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي، وقد تكون سببا لشرع بعض الأحكام، كما في الأذان في رؤيا عبد الله بن زيد بن عبد ربه٣ في المنام، ومما كره النبي صلى الله عليه وسلم الجمع بين الله وبينه في الضمير.

يروى أن رجلا خطب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما٤ فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بئس خطيب القوم أنت هلا قلت: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى "٥ وكره قوله ومن يعصهما، لما فيه من الجمع بينهما في الضمير والمساواة.


١ كلمة: (يعني) سقط من"ر".
٢ هذا في"الأصل", وفي النسخ الأخرى, أخطاء إملائية ونحوية.
٣ هو: عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري -صحابي- شهد العقبة وبدرا, وهو الذي أري الأذان في النوم, توفي سنة ٣٢ هـ, قال الحاكم بأن الصحيح أنه توفي في أحد. انظر ترجمته في:"طبقات ابن سعد": (٣/ ٥٣٦- ٥٣٧) ,"الإصابة": (٦/ ٩٠- ٩١) ,"أسد الغابة": (٣/ ١٤٢- ١٤٥) .
٤ هذا في"الأصل", وفي بقية النسخ: (يعصاهما) .
٥ [٢١٠ ح] "صحيح مسلم مع شرح النووي": (٦/ ٤٠٧ , ح ٤٨/ ٨٧٠) , كتاب الجمعة, باب تخفيف الصلاة والخطبة, و"المستدرك"للحاكم: (١/ ٢٨٩) . والحديث -كما ترى- قد أخرجه مسلم في"صحيحه", ومع ذلك فإن الحاكم قد قال عقبه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على ذلك. فوهم رحمه الله في قوله: إن مسلما لم يخرجه. والحديث عن عدي بن حاتم -رضي الله عنه-. انظر بقية التخريج في الملحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>