للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل على الله" قال القاضي: وقد يستدل به على أن الاسم هو المسمى، وفيه الخلاف المشهور١

وقيل: أخنع بمعنى أفجر، يقال: أخنع الرجل إلى المرأة، والمرأة إليه، إذا دعاها إلى الفجور، وهو بمعنى أخبث، أي: أكذب الأسماء

وقيل: أقبح

وفي رواية البخاري: أخنى وهو بمعنى ما سبق، أي: أفحش وأفجر، والخنا هو الفحش، وقد يكون بمعنى أهلك [لصاحبه] ٢ المسمى، والإخناء الإهلاك، يقال: أخنى عليه الدهر، أي: أهلكه، وقال أبو عبيد: وروي أنخع، أي: أقتل، والنخع القتل الشديد٣.


١ مسألة (الاسم والمسمى) من المسائل التي حصل فيها الكلام, والذين قالوا: الاسم غير المسمى هم الجهمية ليصلوا أن أسماء الله غيره, وما كان غيره فهو مخلوق, ولهذا روي عن الشافعي والأصمعي وغيرهما القول بأنه إذا سمع الرجل يقول الاسم غير المسمى فيشهد عليه بالزندقة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولم يعرف -أيضا- عن أحد من السلف أنه قال: الاسم هو المسمى, بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة وأنكره أكثر أهل السنة عليهم. والقول المنقول عن أكثر أهل السنة والجماعة الموافقون للكتاب والسنة والمعقول أن الاسم للمسمى كما قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى , وقال: أياما تدعو فله الأسماء الحسنى. انظر:"مجموع الفتاوى"لابن تيمية (٦/ ١٨٧ , ٢٠٦ , ٢٠٧) , قاعدة في الاسم والمسمى.
٢ في"الأصل": (لصاحب) , والمثبت من بقية النسخ, وهو الصواب الموافق للمصدر المأخوذ منه.
٣ من أول الباب إلى هنا الكلام المنقول عن النووي رحمه الله, انظره في"شرحه على صحيح مسلم": (١٤/ ٣٦٨- ٣٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>