للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن وحد الله وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى" ١ رواهما الطبراني.

وقال المناوي٢ في شرح هذا الحديث:"لأن من قطع بأن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قدره الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قدره الله عليه، وطرح الأسباب فقد استمسك بالعروة الوثقى"٣.


١ [٢٥٤ح] "معجم الطبراني الأوسط مع"مجمع الزوائد": (٧/ ١٩٧) . و"الجامع الصغير"مع"الفيض": (٤/٥٣٤ , ج ٦١٧٨) . والحديث عن ابن عباس- رضي الله عنهما-. والحديث قال فيه الهيثمي: وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف. وضعفه الألباني, انطر:"ضعيف الجامع": (ص ٦٠٢ , ح٤١٣٢) , و"شرح العقيدة الطحاوية": (ص ٢٥٥) , حاشية (٢٤٥) . انظر بقية التخريج في الملحق.
٢ هو: عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي المناوي الشافعي, كان عالما زاهدا عابدا قانتا لله, أخذ علمه عن بعض المتصوفة, وأخذ عن مشايخ الصوفية طرق الخلوتية والشاذلية والنقشبندية وتلقن الذكر من قطب زمانه عبد الوهاب الشعراني, من كتبه كتاب جمع فيه أصول الدين, وأصول الفقه وأحكام النجوم والتصوف وغيرها من العلوم, ولد سنة ٩٥٢ هـ, وتوفي سنة ١٠٣١ هـ. انظر ترجمته في:"معجم المؤلفين": (٥/ ٢٢٠- ٢٢١) ,"خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر": (٢/ ٤١٢- ٤١٦) .
٣ انطر:"فيض القدير"للمناوي: (٤/ ٥٣٤) . وهذه العبارة مما فيه إجمال, فإن قصد بطرح الأسباب عدم الاعتماد عليها مع عدم إنكار خلق الله لها وجعلها سببا للمسببات فلا بأس. وأما إن قصد إنكار طبائع الأسباب فهذا نقص في العقل, وإن قصد رفض الأسباب بالكلية فهو قدح في الشرع. واعتقاد أهل السنة والجماعة عدم إنكار ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق الله بها المسببات فالله سبحانه وتعالى يقول: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: ٥٧] . وقال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} [المائدة: ١٦] فأخبر سبحانه أنه يفعل بالأسباب. انطر:"التدمرية"لابن تيمية: (ص ٢١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>