للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ناره وذهبت آثاره، وانقطعت عن الخلق أخباره.

قال (١): وكان كاتبا سديدا بليغا وحيدا، فاضلا، أديبا، عاقلا، لبيبا، كامل المعرفة بالإنشاء مقتدرا على الارتجال، متصرفا في الكلام، متمكنا من أدوات الكتابة، حلو الألفاظ، متين العبارة، يكتب بالعربي والعجمي كيف أراد، ويحل التراجم المغلقة، وكان متمكنا من السياسة وتدبير الممالك، مهيبا، وقورا، شديد الوطأة تخافه الملوك وترهبه الجبابرة.

وكان ظريفا لطيفا حسن الأخلاق حلو الكلام مليح الوجه محبا للفضلاء وله يد باسطة في النحو واللغة ومداخلة في جميع العلوم.

ولد في سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وقبض عليه في شوال تسع وعشرين (٢) وعلى ولده أحمد، وسجنا بدار الخلافة فهلك الابن أولا ومات أبوه بعده سنة ثلاثين. انتهى.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد المزّي مشافهة، عن الشهاب أحمد بن عثمان الحنفي، عن العز عبد العزيز بن محمد بن جماعة، عن أبي العباس أحمد بن الظاهري، أنبأنا أبو عبد الله محمد [ابن] (٣) محمود، أنشدني عبد العظيم بن عبد القوي المنذري-ح- (٤) وكتب إليّ عاليا الشمس محمد بن أحمد بن أبي عمر، عن أم محمد عائشة بنت


(١) أي ابن النجار وعبارته في تاريخ الإسلام.
(٢) وستمائة.
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) ح: تعنى تحويل الإسناد إلى آخر.

<<  <   >  >>