الحمد لله الذي لا شريك له في ملكه ولا نظير ولا وزير، أحمده على كثرة نعمه علينا وقبل منّا اليسير، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده السميع البصير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله السراج المنير، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه كبيرهم والصغير، وبعد:
فهذا تعليق سميته (إنباء الأمراء لأنباء الوزراء)(١) لم يشر عليّ بجمعه مشير وإنما ألهمني لذلك المولى القدير، وبه أستعين فإنه نعم المعين والنّصير، وبالإجابة لكل دعاء جدير.
فنقول: قال الله تعالى: وَاِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنابَصِيراً (٣٥)[طه:٢٩ - ٣٥] يعني قال موسى عليه السّلام: يا رب اجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، يعينني على ما كلّفتني.
واشتقاق الوزير إما من الوزر لأنه يحمل ثقل أميره أو من الوزر وهو
(١) كذا، وعند الزركلي ٦/ ٢٩١، ومعجم المؤرخين الدمشقيين ٢٩١، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ٢/ ٣٠٧: بأنباء الوزراء.