النبي صلّى الله عليه وسلّم: إذا أراد الله بملك خيرا، قيّض له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن نوى خيرا أعانه، وإن أراد شرا كفه عنه (١).
وكان أنوشروان يقول: لا يستغني أجود السيف عن الصقل، ولا أكرم الدواب عن السوط، ولا أعلم الملوك عن الوزير.
قلت: ولو لم يكن في الوزير إلاّ المشورة لكان كافيا، قال الله تعالى فيما أدب به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وَشاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ [آل عمران:١٥٩]، وقال الصلاح الصفدي: وما أحسن قول الشاعر:
إذا عنّ أمر فاستشر به صاحبا ... وإن كنت ذا رأي تشير على الصّحب
فإني رأيت العين تجهل نفسها ... وتدرك ما قد جلّ في موضع الشّهب
وقلت أنا في المشورة:
لا تسع في أمر ولا تعمل به ... ما لم يزنه لديك عقل ثاني
فالشعر معتدل بوزن عروضه ... وكذا اعتدال الشمس بالميزان
...
(١) لم أجده بهذا اللفظ ووجدت عند أبي داود في سننه ٣/ ١٣١ (٢٩٣٢)، إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق: إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء: إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه. وصحح إسناده عبد القادر الأرناؤوط في جامع الأصول ٤/ ٧٣.