للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومرض في سنة ست وأربعمائة فركب الإمام الحاكم إلى داره لعيادته وحمل إليه مرتبة ديباج وخمسة آلاف دينار وكانت هذه عادته إذا عاد أحدا.

وفي رجب سنة ثمان وأربعمائة بعث بما تقدم ذكره وكتب له سجل بالنظر في جميع رجال الدولة وجعل له في سجله ولاية الإسكندرية وتنّيس (١) ودمياط والشرطتين (٢) العليا والسفلى والسيّارتين (٣) والحسبة والعرض والإثبات.

ولما هرب ابن الدابقية قال الحاكم لمن حضره: متى تهربون؟ فقال له وزير الوزراء: هذا يا أمير المؤمنين نهرب إليك لا عنك، وفي شوال سنة تسع وأربعمائة ركب على سمة من داره إلى القاهرة فلقيه فارسان متنكران فرماه أحدهما برمح فجرحه فعاد إلى داره ومات غد يومه. ذكره ابن منجب الصيرفي (٤) في كتاب (الإشارة إلى من نال الوزارة).

...


(١) جزيرة في بحر مصر قريبة من البر بين فرما ودمياط، والفرما في شرقيّها. مراصد الاطلاع ١/ ٢٧٨.
(٢) كان مقر الشرطة العليا في أيام الفاطميين في القاهرة والسفلى في الفسطاط. تاريخ الدولة الفاطمية ٢٩٦.
(٣) السيارة هي فرقة من الجند وكانت السيارة السفلى لحماية الريف والعليا لحماية الصعيد، انظر الإشارة لابن الصيرفي حاشية ص ٣٥ (ط أيمن).
(٤) هو تاج الرئاسة أبو القاسم علي بن منجب بن سليمان ابن الصيرفي الكاتب والمؤرخ المتوفى سنة ٥٤٢ هـ‍ على قول وبعد سنة ٥٥٠ هـ‍ على قول آخر. ترجمته في معجم الأدباء ١٥/ ٧٩، والأعلام ٥/ ٢٤، أما كتاب (الإشارة) فقد طبع مرتين، الأولى بتحقيق عبد الله مخلص والأخيرة طبعة أيمن فؤاد سيد وقد نشر معه كتاب ابن الصيرفي الآخر القانون في ديوان الرسائل عن الدار المصرية اللبنانية سنة ١٩٩٠ م.

<<  <   >  >>