للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان قتله في أوائل سنة سبع وخمسين وستمائة (١). وكان من الفضلاء البلغاء العلماء إلاّ أنه كان رافضيا خبيثا سفك بسبب فتنته من الدماء ما لا يعلمه إلاّ الله تعالى وخرب العراق بأجمعه من يومئذ، وكانت دار السّلام أحسن بلاد الله فكأنها لم تكن.

وقال في كتاب (مجلا اللطافة) (٢): ولما دخل التتار إلى بغداد بذلوا السيف في أهلها ولم يرحموا شيخا كبيرا ولا طفلا صغيرا وأخذ المستعصم أسيرا هو وولده فأحضرين يدي هلاكو فأخرجه إلى ظاهر بغداد وأنزله في خيمة صغيرة هو وولده ثم أنه بعد العصر وضع الخليفة هو وولده في عدلين وأمر التتار برفسهما إلى أن ماتا رحمهما الله ونهبوا دار الخلافة ومدينة بغداد وقتل أكثر أهل بغداد حتى قيل أن عدة من قتل يزيد على مائتي ألف ألف وثلاثمائة ألف وثلاثون إنسانا (!!!) وانقضت الخلافة ببغداد وزالت أيامهم (٣) من تلك البلاد وتحولت الخلافة إلى القاهرة يقال:

خلت المنابر والأسرّة منهم ... فعليهم حتى الممات سلام

...


(١) يذهب ابن كثير أنه قتل في جمادى الآخرة سنة ٦٥٦ هـ‍. انظر البداية ١٣/ ٢١٣.
(٢) كذا في الأصل، وأظنه يريد مورد اللطافة ليوسف بن تغري بردي المتوفى سنة ٨٧٤ هـ‍، والنص موجود فيه ص ٥٣.
(٣) كذا.

<<  <   >  >>