للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ذلك، وكان يحم حمّى قوية ويأخذه النافض وهو في مجلس السلطان ينفّذ الأشغال ولا يلقي جنبه إلى الأرض.

وكان يقول: ما في قلبي حسرة إلاّ أن ابن البيساني (١) ما تمرغ على عتباتي-يعني القاضي الفاضل-وكان يشتمه وابنه حاضر فلا يظهر منه تغيّر وداراه أحسن مداراة وبذل له أموالا جمّة في السرّ.

وعرض له إسهال دموي وزحير فأنهكه حتى انقطع ويئس منه الأطباء فاستدعى من حبسه عشرة من شيوخ الكتّاب فقال: أنتم تشمتون بي، وركب عليهم المعاصير وهو يزحر وهم يصيحون إلى أن أصبح وقد خفّ ما به وركب في ثالث يوم.

وكان يقف الرؤساء والناس على بابه من نصف الليل ومعهم المشاعل فيركب عند الصباح فلا يراهم ولا يرونه لأنه إما أن يرفع رأسه إلى السماء تيها، وإما أن يعرج على طريق أخرى والجنادرة تطرد الناس.

وكان له بوّاب اسمه سالم يأخذ من الناس أموالا عظيمة ويهينهم إهانة مفرطة واقتنى عقارا وقرى (٢).

وكان هذا الوزير معاصرا للوزير أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز مؤيد الدين القمّيّ (٣) وقد ابتدأنا به مختصرا (٤).


(١) في تاريخ الإسلام: البياني وأظنه تطبيع.
(٢) انتهى النقل من تاريخ الإسلام.
(٣) ترجمته في الوافي ١/ ١٤٧، والفخري لابن طباطبا ٣٢٦، وتاريخ الإسلام (طبقة ٦٣) ص ٣٨٢، وعنه ينقل المؤلف وسير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٤٦.
(٤) وهم المؤلف في هذا الكلام فالذي ترجم له أول الكتاب هو أبو المواهب =

<<  <   >  >>