إنه لا بد هناك أولاً من بيان معنى التوسل لغة وشرعاً ثم بيان حكمه قسماً قسماً.
قال العلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي في المصباح المنير: وسلت إلى الله بالعمل أسل -من باب وعد- رغبت وتقربت، ومنه اشتقاق الوسيلة، وهي ما يتقرب به إلى الشيء، والجمع الوسائل، والوسيل قيل جمع وسيلة وقيل لغة فيها، وتوسل إلى ربه بوسيلة تقرب إليه بعمل. اه
وقال في النهاية: وفي حديث الأذان "آت محمداً الوسيلة". هي في الأصل ما يتوسل به إلى الشيء ويتقرب به، وجمعها وسائل، يقال وسل إليه وسيلة وتوسل، والمراد به في الحديث القرب من الله تعالى، وقيل هي الشفاعة يوم القيامة، وقيل هي منزل من منازل الجنة، كذا جاء في الحديث. اه
وقال في مجمع البحار: لأن الواصل إليها يكون قريباً من الله، ومنه "سلوا الله لي الوسيلة". طلب من أمته الدعاء له افتقاراً إلى الله هضماً لنفسه لتنتفع به أمته ويثاب عليه، أو للإرشاد ليسأل كل صاحبه الدعاء له. اه
وقال الجوهري في الصحاح: الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير، والجمع الوسيل والوسائل والتوسيل والتوسل واحد، يقال وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل، والواسل الراغب إلى الله، قال لبيد:
بلى كل ذي دين إلى الله واسل ... انتهى ملخصاً.
وقال في القاموس: الوسيلة والواسلة المنزلة عند الملك والدرجة والقربة، ووسل إلى الله تعالى توسيلاً عمل عملاً تقرب به إليه كتوسل، والواسل الواجب والراغب إلى الله تعالى. اهـ. وهذا الذي ذكرنا يعلم منه معنى التوسل اللغوي.
وأما معناه الشرعي فتحقيقه متوقف على استقراء مواقع هذا اللفظ في الكتاب