للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذئب الإنسان، كذئب الغنم يأخذ الشاة الشاذة القاصية والنائية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة العامة والمسجد".

أقول: لم يذكر المصنف هناك حديث عبد الله قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيماً، ثم خط عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه" ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} . وهو موجود في (تلبيس إبليس) مع أنه هو حديث جيد رواه أحمد والنسائي والدارمي والحاكم وصححه، وابن حميد والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوية وأبو جعفر الرازي وورقاء وعمرو بن أبي قبيس ويزيد بن هارون ومسدد وابن جرير، كذا في تفسير ابن كثير وفتح البيان وغيرهما.

قلت: ورجال بعضهم رجال الصحيحين كالدارمي وأحمد والنسائي، فلعل الباعث على حذفه أن هذا الحديث كان يقطع دابر المبتدعين، ويقوي أمر المتبعين.

وحديث معاذ بن جبل الذي ذكره صاحب الرسالة رواه أحمد والطبراني:

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والنائية، وإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد" رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات، إلا أن العلاء ابن زياد قيل أنه لم يسمع من معاذ بن جبل. اهـ.

قلت: قال في الخلاصة: العلاء بن زياد بن مطر البصري أرسل عن معاذ اهـ. قال الذهبي في الكاشف: العلاء بن زياد وأبو نصر العدوي، له مراسيل اهـ. فيكون الحديث ضعيفاً فلا يصلح لأن يحتج به، على أن لفظ "الجماعة" يحتمل جماعة الصلاة، وجماعة أهل الحل والعقد، وجماعة الصحابة، فلا دلالة لهذا الحديث على لزوم اتباع كل جمهور، فلا يتم التقريب.

قوله: وحديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اثنان خير من واحد، وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة، فعليكم بالجماعة فإن الله تعالى لن يجمع أمتي إلا على هدى".

<<  <   >  >>