للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من عند مروان بن الحكم بنصف النهار، قال فقلت: ما خرج هذه الساعة من عند مروان إلا وقد سأله عن شيء فأتيته فسألته، قال: نعم، سألني عن حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه فأداه إلى من هو أفقه منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ولا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال إلا دخل الجنة" قال قلت ما هي؟ قال: "إخلاص العمل والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، ومن كانت الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" قال: وسألته عن صلاة الوسطى: قال: هي الظهر. قلت: ورواته كلهم ثقات.

ومنها: حديث جبير بن مطعم رواه الدارمي بسندين ولفظه هكذا: أخبرنا سليمان بن داود الزهراني أخبرنا إسماعيل بن أبي جعفر حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن ابن الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجة الوداع: "أيها الناس إني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يوم هذا بمكاني هذا، فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها، فرب حامل فقه ولا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم في هذا الشهر في هذا البلد، واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم".

أخبرنا أحمد بن خالد حدثنا محمد هو ابن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من مني فقال: "نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله، وطاعة ذوي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم. اهـ. ورجال السند الأول كلهم رجال الصحيحين، غير عبد الرحمن بن الحويرث فإني لم أجده في التقريب والخلاصة والميزان والكاشف، ورجال السند الثاني أيضاً كلهم ثقات، إلا أن محمد

<<  <   >  >>