للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أتاني كذا وكذا فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قضاء فيقول أبو بكر: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا، فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به، رواه الدارمي ورجال سنده كلهم موثقون.

ومنها أثر عبد الله بن مسعود قال: أتى علنيا زمان لسنا نقضي ولسنا هنالك، وإن الله قد قدر من الأمر أن قد بلغنا ما ترون، فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله عز وجل، فإن جاءه ما ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون، ولا يقل إني أخاف وإني أرى، فإن الحرام بين والحلال بين، وبين ذلك أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلى ما يريبك، رواه الدارمي، وفي سنده حريث بن ظهير قال الذهبي في الميزان: لا يعرف، وفيه سفيان وهو مدلس وقد عنعنه، وقد تابع حريثاً عبد الرحمن بن يزيد، وتابع سفيان شعبة وأبو عوانة وجرير.

قال الدارمي في مسنده: أخبرنا يحيى بن حماد حدثنا شعبة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال: أحسبه أن عبد الله قال: قد أتى علينا زمان وما نسأل وما نحن هناك، وإن الله قدر أن بلغت ما ترون، فإذا سئلتم عن شيء فانظروا في كتاب الله، فإن لم تجدوه في كتاب الله ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم تجدوه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أجمع عليه المسلمون، فإن لم يكن فيما اجتمع عليه المسلمون فاجتهد رأيك ولا تقل إني أخاف وأخشى، فإن الحلال بين والحرم بين، وبين ذلك أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلا ما لا يريبك، حدثنا يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن عمارة ابن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله نحوه، أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا جرير عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بنحوه. اهـ.

وقال النسائي في المجتبى: أخبرنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة هو ابن عمير وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: أكثروا على عبد الله ذات يوم

<<  <   >  >>