للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أو مؤول بأن يحمل على زمان يبلغ فيه عدد المسلمون هذا المبلغ أو يزيد، وهذا التأويل كما يمكن من جانب من ليس من أتباع الشيخ كذلك يمكن من جانب أتباعه غير فرق.

و (الخامس) أن بناء هذا التشنيع على أن يكون الشيخ قائلاً بحصر المسلمين في نفسه وأتباعه، وقد علم فيما تقدم أن هذا افتراء على الشيخ صريح.

وأما قول المؤلف في حق الشيخ "فبهت الذي كفر" فجرأة عظيمة على النار والكفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" والشيخ رحمه الله بحمد الله تعالى بريء من الكفر فقد باء بها هذا المؤلف.

قوله: ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته.

أقول: هذا كان حين تبين غيه وضلاله، ومخالفته للشيخ، وأما بعده فقد رجع أخوه عن مذهبه الأول، وقد استبان له التوحيد والإيمان، وندم على ما فرط من الضلال والطغيان، وقد علمته فيما تقدم.

قوله: وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه، وأرسلوها له فلم ينته.

أقول: جوابه من وجوه:

(الأول) أن كثيراً من العلماء المحققين أجابوا عن تلك الرسائل وانتصروا للشيخ.

و (الثاني) أن رد كثير من العلماء على الشيخ لا يقتضي بطلان ما عليه الشيخ وحقية ما عليه خصومه، إنما معيار الحقيقة شهادة الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وإذا كان قوله وعمله موافقاً للثقلين١، فلا مبالاة بمخالفة أحد كائناً من كان.

و (الثالث) أن غير واحد من علماء الصحابة والتابعين وتبع التابعين قد خالفه


١ أي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>