للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كثيراً منها، وأذن لكل من اتبعه أن يفسر القرآن بحسب فهمه حتى همج الهمج من أتباعه.

أقول: قد فرغ الشيخ من جوابه بما قال في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم في المسائل التي شنع بها، منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب، وقوله إني أدعي الاجتهاد، وقوله إني خارج عن التقليد. اه‍ـ ملخصاً.

وقال في الرسالة التي كتبها إلى عبد الرحمن بن عبد الله: وأخبرك أني ولله الحمد متبع ولست بمبتدع، عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة، لكني بينت للناس إخلاص الدين، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم. اهـ.

قال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في رسالة اختصرت من الرسائل المؤلفة للشيخ محمد بن عبد الوهاب: إن مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف، ونحن أيضاً في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، ولا ننكر على من قلد أحد الأربعة دون غيرهم لعدم ضبط مذاهب الغير كالرافضة والزيدية والإمامية ونحوهم، فلا نقرهم على شيء من مذاهبهم الفاسدة، بل نجبرهم على تقليد أحد الأئمة، ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق ولا أحد لدينا يدعيها، إلا أننا في بعض المسائل إذا صح لنا نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب، كإرث الجد والأخوة، فإنا نقدم الجد بالإرث وإن خالف مذهب الحنابلة، ولا نفتش على أحد في مذهبه ولا نعترض عليه، إلا إذا اطلعنا على نص جلي كذلك مخالف لمذهب بعض الأئمة وكانت المسألة مما يحصل بها شعار ظاهر كإمام الصلاة، فنأمر الحنفي والمالكي مثلاً بالمحافظة على نحو الطمأنينة في الاعتدال والجلوس بين السجدتين لوضوح دليل ذلك١، بخلاف جهر الإمام الشافعي بالبسملة وشتان بين المسألتين، فإذا قوي الدليل أشرناهم للنص٢، وإن خالف المذهب، وذلك إنما يكون نادراً جداً،


١ يزاد عليه أن من لم يقل بفرضية الطمأنينة يقول بأنها هي السنة العملية، بل صرح الحنفية بوجوبها.
٢ لعله: أرشدناهم للنص.

<<  <   >  >>