للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل الشر وقتل علمائهم حتى كسر الله تعالى شوكتهم وخرب بلادهم، وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. اهـ.

وكذا فساد ما على هامش سنن النسائي المطبوع في الهند في المطبع النظامي سنة ستة وتسعين بعد الألف ومائتين في ص٤١٢: ثم ليعلم أن الذين يدينون دين عبد الوهاب النجدي ويسلكون مسالكه في الأصول والفروع ويدعون في بلادنا باسم الوهابيين وغير المقلدين، ويزعمون أن تقليد أحد الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم شرك، وأن من خالفهم هم المشركون، ويستبيحون قتلنا أهل السنة، وسبي نسائنا وغير ذلك من العقائد الشنيعة التي وصلت إلينا منهم بواسطة الثقات وسمعنا بعضاً منهم أيضاً، هم فرقة من الخوارج، وقد صرح به العلامة الشامي في كتابه (رد المختار) . اهـ.

وكذا فساد ما في هامش سنن النسائي المذكور في ٦٣٤ حيث قال: وقد وقع خروجهم مراراً أفاده العيني. وقال الشامي: كما وقع في زمننا خروج أتباع عبد الوهاب. اهـ.

وجه الفساد أن الشيخ وأتباعه لم يكفروا أحداً من المسلمين ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالفهم هم مشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السنة وسبي نسائهم، ولم يقولوا إن تقليد أحد الأئمة الأربعة شرك، ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من أتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً بل كان هذا بهتان وافتراء١، وليعلم أن ابن عابدين وصاحب الهامش قد أخطآ في قولهما (عبد الوهاب) والصواب محمد بن عبد الوهاب.


١ بل في هذه الكتب خلاف ما ذكر وضده: ففيها أنهم لا يكفرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين، وأنهم في الأصول على مذهب جمهور السلف الصالح وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد، وأنهم يحترمون مذاهب الأئمة الأربعة ولا يفرقون بين أحد من مقلديهم، وإنما قال ابن عابدين ومن تبعه ما قاله تصديقاً لأكاذيب الشيخ أحمد دحلان ومفترياته مع عدم وجود شيء من كتب الشيخ وكتب أولاده وأحفاده في الأيدي، ونحن كنا نصدق هذه الإشاعات التي أشاعتها السياسة التركية عنهم تصديقاً لابن عابدين وأمثاله، وقد طبعت كتبهم وكتب أنصارهم في عصرنا فلا عذر لأحد في تصديق الحشوية والمبتدعة وأهل الأهواء فيهم.
وقد ذكرت هذه الإشاعات مرة بمجلس الأستاذ الأكبر الشيخ أبي الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر في إدارة المعاهد الدينية فاستحضرت لهم نسخاً من كتبا الهدية السنية فراجعها الشيخ الأكبر وعنده طائفة من أشهر علماء الأزهر فاعترفوا بأن ما فيها هو عين مذهب جمهور أهل السنة والجماعة. وكتبه محمد رشيد رضا.

<<  <   >  >>