وحديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين". متفق عليه، وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعما للمملوك أن يتوفاه الله يحسن عبادة ربه وطاعة سيده، نعما له". متفق عليه.
وكذلك لفظ المولى جاء في غير واحد من الأحاديث:(منها) حديث البراء ابن عازب قال: صالح النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على ثلاثة أشياء، وفيه وقال لزيد "أنت أخونا ومولانا" متفق عليه. وحديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كنت مولاه فعلى مولاه" رواه أحمد والترمذي، وحديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بغدير خم الحديث وفيه "اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه، الهم وال من والاه وعاد من عاداه" فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، رواه أحمد.
فعلم من ههنا أن إطلاق السيد والمولى بمعنى غير الرب على الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين جائز لا وجه للمنع منه، نعم زيادة لفظ سيدنا وكذا لفظ مولانا في تشهد الصلاة كما يفعله أهل الحرمين في زماننا، وكذلك زيادتهما في تشهد الأذان كما يفعله أهل القدس، وكذلك زيادتهما في التصلية على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بدعة لا بد من تغييرها، فإن ألفاظ التشهد والأذان والتصلية في الصلاة توقيفية منقولة من الشارع لا يجوز الزيادة عليها ولا النقصان منها، ويؤيده حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلى إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول" فقتل استذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت؟ قال: لا، ونبيك الذي أرسلت" اهـ أخرجه البخاري.
قوله: ثم قال السيد العلوي الحداد في كتابه المتقدم ذكره: والحاصل أن المحقق عندنا من أقواله وأفعاله ما يوجب خروجه عن القواعد الإسلامية لاستحلاله أموالاً