للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون الشيخ قد فكر في تأليفه قبل وجوده في حريملاء إلا أنه يجوز اعتبارحريملاء آخر مكان تم فيه تأليف هذا الكتاب الهام، والفراغ من تهذيبه حتى استوى على بنائه الذي بقي عليه إلى اليوم. وأما الشيخ عبد الرحمن بن حسن فقد قال بما علم من جمع الشيخ لمادته من كتب الحديث بمدارس البصرة، وتخطيطه لبنائه، ورسوم أبوابه لاسيما والشيخ عبد الرحمن حفيد المؤلف وتلميذ له، وقد قرأ في مؤلفه هذا عليه من أوله إلى أبواب السحر١. ويؤيد هذا أن صاحب "التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق" يذكر أن كتاب التوحيد هذا قد حرر وأمر عند شيوخ الشاميين كالشيخ علي أفندي الداغستاني وابن عمه الشيخ عبد الكريم، والشيخ عثمان الديار بكري نزيل المدينة المنورة، والشيخ محمد السفاريني نزيل نابلس أرسلت إليه نسخة منه وغيرهم من شيوخ الشيخ ومن غير شيوخه٢. وذلك أثناء رحلاته العلمية، فذلك يدل على أن كتاب التوحيد قد نشأ تأليفه لدى الشيخ منذ وقت مبكر، وما زال يتم وينمو حتى استتم في حريملاء.

وقد لقي الكتاب قبولا عظيما لدى العلماء والمتعلمين، واعتنوا به وخدموه، فأولهم المعاصرون لمؤلفه، تلقوه عنه بلهف وشوق، فقرأوا أبوابه عليه، وحفظوها، واستمعوا شرحه منه وتقريره عليه، مباشرة، واستمرت


١ الدرر السنية: ١٢/١٨.
٢ انظر: التوضيح عن توحيد الخلاق.. ص ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>