للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الاثنين من آخر الشهر١ وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم٢، أما ابن بشر فيقول كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة٣، وقول ابن غنام أرجح لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته، وتدوينه لتاريخه وقد رثاه، وابن بشر ينقل عن ابن غنام فلعله نقل ذلك وسها في نقله، والأمر سهل.

ولقد كان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة على اعتبار أن ولادته كانت في سنة خمس عشرة ومائة وألف من الهجرة، وتوفي ولم يخلف دينارا ولا درهما، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم٤، وقد رثاه الشعراء وأثنى عليه العلماء، قال ابن قاسم عن يوم جنازته "وكان يوما مشهودا، وتزاحم الناس على سريره، وصلوا عليه في بلدة الدرعية، وخرج الناس مع جنازته الكبير والصغير"٥. قال الإمام أحمد: "قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز"٦.


١ روضة ابن غنام ٢/ ١٥٤.
٢ الدرر السنية ١٢/ ٢٠.
٣ عنوان المجد ... ١/٩٥.
٤ روضة ابن غنام ٢/ ١٥٥.
٥ الدرر السنية ١٢/ ٢٠.
٦ نقل ذلك الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام أحمد في مؤلفه تاريخ الإسلام، التي أفردها منه أحمد محمد شاكر ونشرها في جزء خاص، ص ٨١. وقال ابن كثير: "وقد صدق الله قول أحمد في هذا" (البداية والنهاية ج١٠/ ٣٤٢) يعني كثرة مشيعي جنازة أحمد وعدم احتفال أحد بموت عيون مخالفيه كابن أبى دؤاد وهو رئيس قضاة الدنيا والمريسى وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>