للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثناء العلماء ورثاءهم:

قال الشيخ عبد الله البسام، وقد رثاه الشعراء وأثنى عليه العلماء، وتداول الرسائل فيه المسلمون١. وهذا صحيح، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال المبحث، ولكن نكتفي ببعضه.

ولعل مرثيه تلميذه ومؤرخه الشيخ حسين بن غنام خير ما يرسم لنا مشاعر الجمهور الكبير الذي شيع جنازته، ومشاعر المسلمين حوله لما أصيبوا بموته، ورحيله عن أتباعه وتلاميذه والآخذين عنه- فنوردها لذلك. قال ابن غنام يرثيه:

إلى الله في كشف الشدائد نفزع ... وليس إلى غير المهيمن مفزع

لقد كسفت شمس المعارف والهدى ... فسالت دماء في الخدود وأدمع

إمام أصيب الناس طرا بفقده ... وطاف بهم خطب من البين موجع

وأظلم أرجاء البلاد لموته ... وحل بهم كرب من الحزن مفظع

شهاب هوى من أفقه وسمائه ... ونجم ثوى في الترب واراه بلقع٢

وكوكب سعد مستنير سناؤه ... وبدر له في منزل اليمن مطلع

وصبح تبدَّى للأنام ضياؤه ... فداجي الدياجي بعده متقشع

لقد غاض بحر العلم والفهم والندى ... وقد كان فيه للبرية مرتع


ـ١ علماء نجد خلال ستة قرون ١/ ٤٤.
٢ البلقع: الأرض القفر التي لا شيء بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>