للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالجملة فقد دلهم على الخير كله، وحذرهم عن الشر كله، حتى تركهم على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك١، من بدء الخلق حتى يدخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه٢.

وأمره الله أن يقول فقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:١٠٨) .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حق القول.

ووصى أمته بكتاب الله وسنته، وأخبرهم خبر الصَّدق ما إن تمسكوا بهما فلن يضلوا، فصلوات الله وسلامه عليه.

وكان قد حث أمته على أن يبلغ الشاهد منهم الغائب٣ فرب مبلغ أوعى من سامع٤، ودعا لمن سمع مقالته فوعاها وأداها كما سمعها أن

يلبسه الله النضرة ويوصله إلى نضرة الجنة٥.


١ انظر: كتاب السنة لابن أبي عاصم وتخريجات الألباني ج١ص ٢٦- ٢٧.
٢ صحيح البخاري، ج٤/ كتاب بدء الخلق / باب واحد / ص٧٣، انظر: فتح الباري ج٦ص٢٩٠-٢٩١، وانظر: أول الحموية لابن تيمية.
٣ انظر: السنة للمروزي، ٩، ١٠.
٤ انظر: البخاري: ١/ كتاب العلم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ أوعى من سامع.
٥ انظر: دراسة حديث "نضر الله امرءا سمع مقالتي ... " رواية ودراية بقلم عبد المحسن بن حمد العباد ص١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>